حين تُخفي العزّة الحقيقة: يا لعظمة أهل غزة!

Getting your Trinity Audio player ready...
محمد تهامي

محمد تهامي

خبير التطوير المؤسسي

محمد تهامي

خبير التطوير المؤسسي


عرفت إسرائيل مواقع الحرس الثوري الإيراني بدقة، وعجزت عن معرفة أماكن أسرى غزة. عبارة واحدة، قالها الإعلامي العربي الشهير حفيظ دراجي، لكنها كانت كفيلة بأن تُسقط كل أوراق التوت عن جبروت التقنية، وتفضح هشاشة الغطرسة حين تواجه إرادة لا تنكسر.

■ غزة… حيث تتحول الأرض إلى لغز

غزة، تلك البقعة الصغيرة على خريطة كبيرة، تُحاصرها الأقمار الصناعية، وتحيط بها الطائرات المُسيّرة، وتستمع لجدرانها أجهزة التجسس ليل نهار. ومع ذلك، تقف المعلومة في حضرة المقاومة خجولةً، عاجزةً، صامتةً. كيف يمكن أن تعرف دولة الاحتلال كل إحداثيات المنشآت النووية في إيران، وتحلل همسات العواصم العربية، وتخترق آلاف الهواتف، لكنها تفشل في العثور على عدد من الأسرى في أرضٍ محاصرةٍ لا تتجاوز مساحتها مدينة صغيرة؟ الجواب ليس في غياب المعلومة… بل في عظمة من يُخفيها.

■ السرُّ ليس في الأنفاق… بل في الرجال

الحديث عن الأنفاق في غزة أصبح مكررًا، لكنه لا يفسر المعجزة. فما يحدث ليس مجرد هندسة تحت الأرض، بل بناء فوق الأرض: بناء للعقيدة، وبناء للوفاء، وبناء لنظام انضباطي أخلاقي يجعل المعلومة أمانة تُدفن في الصدر، لا تُباع، ولا تُخان، ولا تُنسى. في غزة، لا تُسرّب الأسرار، لأن من فيها أكبر من أن يُباع.

■ يا لعظمة أهل غزة

نعم، يا لعظمة أهل غزة…يا لعظمة الصغار الذين حفظوا الشفرات كأنها آيات، يا لعظمة الأمهات اللواتي لم يعرفن مواقع الأسرى، لكن عرفن كيف يُنجبن رجالاً من فولاذ،
يا لعظمة المقاوم الذي قد يكون بلا راتب، بلا جواز سفر، بلا بيت ثابت… لكنه يملك ما لا تملكه جيوش من الجنرالات: سرًا يُربك العدو، ويُشعل التفاوض، ويُعيد الكرامة.

■ وأخيرًا…

قد تستطيع إسرائيل أن ترى كل شيء… لكنها لن ترى ما هو أعمق من العين: الإيمان، والولاء، والحب لفلسطين. ستظل غزة تقول للعالم في كل يوم: “نحن لا نملك ما تملكون، لكن نملك ما لا يُشترى… نملك رجالًا لا يُهزمون”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top